الاثنين، 13 أبريل 2009

العولمة و الأشاوس
رؤيةالثلاثاء 2/9/2008غسان شمةوجد البعض ضالتهم في العولمة, فهي العدو الجديد , وهي مبعث الشرور و أم الرذائل التي تحض كتابنا و مبدعينا على الانفلاش و الكتابة من فوق الفراش ,
وجعل الجنس أول و أخر اهتماماتهم, غارقين في لجته العميقة, مبتعدين عن القضايا الكبيرة و الصغيرة التي قد تتعارض مع العولمة!‏
و الأمر نفسه قد ينطبق على ميادين أخرى مثل الموسيقا و الثياب و الحوار والديمقراطية ... و حتى المطالبة بالبطاطا اذا ما انقطعت عن الجمهور والسوق لأي سبب كان?!‏
و قد لا يتورع أحدهم عن القول: ان المسلسلات التركية نتاج للعولمة جعل نساءنا يذرفن الدمع على البطولات الحالمة و المواقف التي تقطع نياط القلب .. و ان المسلسلات المكسيكية كانت المقدمة التي مرت لرأس العولمة الضارب في كل مكان !‏
اذاً فلنشد الاحزمة و لنبدأ الحرب ضد العولمة فنمنع الكتاب من الحديث عن الجنس و السياسة و الدين, و نمنع كل ألوان التحديث باسم الاصالة والعراقة و التراث و الحفاظ على الشخصية الثقافية و الفكرية للامة....!‏
و من المهم أيضاً منع نسائنا من الخروج الى العمل أو الشارع خشية تعرضهن لأي موقف من مواقف العولمة , قبح الله وجهها, و لنقفل اجهزة التلفاز, و لنضع الحواجز الصادة لمختلف الموجات الاذاعية...و لنجلس متربعين, متكتفين, داعين الله بالنجاح و التوفيق لسدنة الرأي هؤلاء...!‏
هل يظنن أحد ما أن العولمة ستمر من هنا أو هناك و كل هؤلاء الاشاوس يتربصون بها في كل مكان ?!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق