الأحد، 3 مايو 2009

العولمة تهدد شخصية الطفل المسلم لانها غزو ثقافي مباشر
Posted: 08-08-2005 , 11:25 GMT
اصدر مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كتابا جديدا بعنوان الثقافة الإسلامية للطفل والعولمة للباحث فتحي درويش عشيبة .تسعي هذه الدراسة إلي تحديد معني العولمة لغوياً واصطلاحياً، وتبيين الآراء المختلفة حول آثارها السياسية والاقتصادية والثقافية، سواء الإيجابية أو السلبية، وخاصة ما يتعلق بثقافة الطفل المسلم.كما تعمل علي تحديد معني الثقافة الإسلامية، وتبيين عناصرها الدينية والأخلاقية والسياسية، وشرح الاعتبارات التربوية الواجب التزامها في عملية تثقيف الطفل.ويوضح المؤلف حسب صحيفة القدس العربي، دور الثقافة الإسلامية للطفل في مواجهة ما يعتبره آثاراً سلبية للعولمة، وخصوصاً في مواجهة بعض المقولات التي يروجها من يعتبرهم مؤيدي العولمة من قبيل إنكار الثقافات غير الغربية للعلم والتفكير العلمي، وعدم اهتمامها بحقوق الإنسان.ويبين المؤلف المعوقات التي تعترض عملية تعليم الثقافة الإسلامية للطفل، علي مستوي الأسرة والإعلام والنظام التعليمي، ويقدم توصيات مفصلة من أجل مواجهتها.وحدد الكتاب مفهوم العولمة وآثارها في ثلاث نقاط رئيسية هي:مفهوم العولمة واثار العولمة والمعوقات التي تواجه تعليم الثقافة الاسلامية للطفل.وعدد الكتاب آثار العولمة فقال:1 ـ هناك فريق يري أن للعولمة آثاراً إيجابية كثيرة يجب أن تغتنمها الدول، وأهمها:أ ـ الآثار السياسية: سقوط الشمولية والتسلط، والنزوع إلي الديمقراطية والتعددية السياسية، والتزام قيم واحدة تحكم الأداء السياسي وتصون حقوق الإنسان، وانتشار المنظمات الأهلية.ب ـ الآثار الاقتصادية: تعميق الاعتماد المتبادل والمبادلات التجارية الحرة بين الدول، ورفع مستوي جودة البضائع والخدمات، نظراً إلي حدة المنافسة في الأسواق العالمية.جـ ـ الآثار الثقافية: إغناء الثقافات المحلية وتنميتها من خلال تبادل المعرفة والخبرات، وانتشار الصناعات الثقافية، وتزايد دورها في ترويج المادة الثقافية، وتجاوز الحدود الإقليمية في سبيل تلبية رغبات الجماهير وملء الفراغ، وتحرير المواطن من قيود الإعلام الرسمي.2 ـ في المقابل، يري فريق آخر أن العولمة تنطوي علي العديد من السلبيات والمخاطر التي تهدد معظم الدول، وبخاصة الدول النامية، وأبرزها:أ ـ في المجال السياسي: تقلص دور الدولة، وتخليها عن كثير من سلطاتها لصالح مجموعة من القوي والمؤسسات الدولية، واتجاه الدول التي تتبني العولمة نحو تقييد الديمقراطية.ب ـ في المجال الاقتصادي: أدي فتح الحدود بين الدول الصناعية الكبري والدول النامية إلي تحول الأخيرة إلي سوق لتصريف بضائع الدول الكبري، مما عرض صناعاتها المحلية للخطر، والاستغناء عن كثير من العمال، وزيادة مشكلات البطالة والفقر والتطرف، واهتمام العالم بالاقتصاد أكثر من الأخلاق، وترويج مقولات مادية رأسمالية تسوغ اللامساواة.جـ ـ في المجال الثقافي: تحمل العولمة في ثناياها غزواً ثقافياً، حيث تعرض نمطاً قيمياً معيناً يعتبره أصحابه نهاية التاريخ"، ويمثل هذا نوعاً من الاستعلاء والعنصرية الثقافية.أما الآثار الثقافية والأخلاقية والاجتماعية للعولمة التي تهدد شخصية الطفل المسلم فهي:ـ اكتساب سلوكيات تنافي آداب الإسلام وقيمه، مثل التمرد علي الأسرة والنظام المدرسي، والتحرر الجنسي.ـ تكريس السلبية وقتل الإبداع لدي الأطفال، فيندفعون باتجاه اللامبالاة والهروب من الواقع.ـ تقليد سلوكيات منتشرة في الغرب، مثل لبس الجينز، وغناء أغاني الروك، والتدخين.ـ عزل الطفل عن المحيطين به، وتكريس نزعة استهلاكية تتناقض مع الإمكانات المادية لأغلبية أفراد المجتمع، وتخلق لدي الأطفال طموحات ورغبات واهتمامات غير واقعية.ـ تغريب الطفل المسلم عن دينه من خلال إنكار الغيبيات، وتفسير الظواهر الكونية مادياً.ـ يشعر الأطفال وهم يشاهدون بعض المواد الإعلامية الغربية، وبخاصة الأمريكية منها، بقدر كبير من الحرمان وهم يقـــارنون بين واقعهم المادي وبين الأجواء التي تقدمها.والخلاصة أن العولمة ظاهرة تهدف إلي خدمة الدول القوية، وتضر بمصلحة الدول النامية أكثر مما تنفعها، وتتوقف الاستفادة من مزاياها علي قوة المجتمع الذي يتعامل معها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق