الثلاثاء، 12 مايو 2009

العولمة السياسية :بالرغم أن العولمة اظهر ما تكون في المجال الاقتصادي فإنها أخذت تتسع في تطبيقاتها حتى شملت مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية وغيرها ، ولعنا لسنا بحاجة إلى إلقاء المزيد من الضوء على مجالات العولمة المتعدده عند الحديث عن مجالها السياسي فلقد أوردنا سابقا تعريفات العولمة المختلفة بجميع أبعادها ومجالاتها و أوضحنا بان البعد الاقتصادي هو الغالب على مفهومها لأنها إحدى منتجات الحضارة الرأسمالية ولان آثارها الاقتصادية ضخمة جدا وواضحة للعيان .فلقد سعت الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الى فرض النموذج الغربي في الحكم الذي يتمثل في الديمقراطية وتحاول ان تعتبر الديمقراطية شرطا في التعامل مع الدول الأخرى والديمقراطية الغربية تعتمد على التعددية وحرية الرأي والتعبير من خلال القنوات التي أعتمدها الديمقراطية من انتخابات وغيرها .(واعتبرت الدول الغربية ان عدم تطبيق الديمقراطية ينتج عنه الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وضياع حقوق الاقليات وغير ذلك من السلبيات والديمقراطية كما يطبقها الغرب لها بعض الجوانب الإيجابية ولكنها ليست خالية من السلبيات هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الغرب في تطبيقه للديمقراطية ولحقوق الإنسان يكيل بمكيالين ويتبع فهمين مختلفين حسب مصالحه واهواء صانعي القرار في دوله )(15)وفي المجتمعات الغربية تعتبر سلبيات الديمقراطية هي بفوز غالبا في الانتخابات من يستطيع ان يصرف اكثر في حملته الانتخابية ويعطي وعودا براقه سرعان ما يتخلى عنها بعد فوزه .النظام العالمي الجديد :النظام العالمي الجديد مصطلح استخدمه الرئيس السابق جورج بوش الأب في خطاب وجهه إلى الأمة الأمريكية بمناسبة إرسال القوات الأمريكية إلى الخليج وفي معرض هويته عن هذا النظام تحدث عن فكرة عصر جديدـ وحقبة جديدة ـ وزمن للسلم لكل الشعوب .وكشف الرئيس مقصده ومفهومه لهذا النظام في خطابات عديدة بقوله ( ان النظام العالمي الجديد لا يعني تنازلا عن سيادتنا الوطنية أو تخلينا عن مصالحنا انه ينم عن مسئولية أملتها علينا نجاحاتنا ) (16)وفي مناسبات أخرى تحدث قائلا (لقد أنقذنا أوربا وتغلبنا على الشلل ووصلنا القمر وأضأنا العالم بثقافتنا و الان ونحن على مشارف قرن جديد نسأل لمن سينسب هذا العصر ..؟ أنني اوكد انه سيكون عصرا أمريكيا اخرا ) (17)ويحدد الدكتور حسين عبد الهادي بدقه بداية هذا النظام بقوله (إذا أردنا الدقة فان النظام الدولي الجديد بدا جنينه في عام 1985م بعد وصول غورباتشوف الى قمة الحكم في التحاد السوفيتي وبيانه للناس نظريته في الاقتصاد والسياسة )(18)ويقول بصراحة انه لا يمكن التسليم أو القبول بنزعات الولايات المتحدة الأمريكية ودعواها المهيمنة على العالم وانه لا يعجبني بعض السياسة والحياة الأمريكيتين) (19)( إن ما طرحه الرئيس الأمريكي ومنظور الفلسفة اللبرالية من عرض جديد لفلسفتهم وهيمنتهم فمن الظلم ان يستحق هذا اللقب ولذلك على البشرية ان تقف صفا واحدا لمواجهة الراسمالية المتوحشة التي ستقود العالم الى الخراب والدمار)(20)فالولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها في الاستمرار على إنشاء نظام عالمي قائم على مبادئها وقيمها وحدها تقريبا لن تنجح فمهما تعاظمت قوتها ليست ثمة بلد قادر على فرض أرادته على سائر الشعوب فهناك فجوة آخذه بالاتساع في سياسة أمريكاوالذي يتأمل في النظام الدولي قديما وحديثا يجد المبدأ الذي أنشئ على أساسه هذا النظام يتلخص في القوى المنتصرة في الحرب هي التي تتحكم في السلم وهي التي تهيمن على المنظمة الدولية التي أنشأت للمحافظة على السلم أي ان النظام الدولي مازال من صنع المنتصرين في الحرب.والنظام الدولي الجديد حسب اعلان بوش يمثل الإطار السياسي للعولمة لذا فهو صياغة أمريكية بالدرجة الأولى أو هو باختصار العالم كما تريد أمريكا على التفرد بالزعامة والقيادة والهيمنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق