السبت، 16 مايو 2009


كلنا نعلم أن عالم التجارة يسير في خط مستقيم تجاه العولمة. كما أننا نعلم منافع العولمة: فمع الغاء الحواجز الاقتصادية، يستطيع العالم تبادل السلع بحرية وبدون أي عوائق ، وتزيد المنفسة وتخفض التكاليف. ولنبسط هذا التفسير نعطي مثلا” صغيرا”: اذا كان بلدا” ينتج أفضل السيارات في العالم يمكنه أن يصدّر منتجاته الى بلد آخر غني بالنفط أو أن يستبدل سياراته بذرة ذات سعر منخفض ونوعية أفضل الذي ينتجه.
وبهذه الطريقة يحصل الجميع على سيارات ونفط وغذاء ذات سعر منخفض ونوعية جيدة. وفي ما يتعلق بموضوع انتاج الأبقار والأغنام في عالمنا: نعلم أن الجميع يتمنى شرب حليب طازج، لكن للحصول عليه نحن بحاجة الى الفيتامينات والأعلاف الخضراء والمركزات التي لا يملكها الجميع. قد تكون العولمة نظريا” دواء ناجحا” لذلك وتحل هذه المشكلة باستيراد هذه المنتجات الاساسية من بلدان رخيصة في العالم وتقايضه على سلع أو معادن نملكه بوفرة. لكن هل حللنا فعليا” النواحي السلبية لهذا الدواء في صناعتنا؟ ماذا يحدث لو ينتج بلد واحد أرخص وأجود ذرة في العالم، وتمنع الدول الأخرى بصرامة من انتاج هذا المحصول القيم؟ ماذا يحصل ان احتكروا السوق؟ هل باستطاعتهم الافراط في زيادة سعر المواد الاولية؟ بمعنى آخر:” هل يمكن ان يفوق سعر الأعلاف الخضراء، كالتبن والسيلاج، سعر الذهب والنفط؟ هل يوجد خطر حقيقي أم ” تبتز ” البلدان الغنية زراعيا” الدول القاحل؟ والجواب هو: لم لا؟ نحن نتحدث عن الغذاء الذي يشكل أهم سلعة يحتاجها الانسان. ونحن مستعدون لدفع أي ثمن لاطعام أولادنا ان جاعوا. اذا” كيف ………..عنا هذا الخطر؟ ليس باستطاعتي توقع جواب أفضل من: ” ازرع غذاءك بنفسك ” وهنا لا يسعني سوى أن أتذكر ما قاله جبران خليل جبران: ” ويل لأمة تأكل مما لا تزرع ” ونحن في العالم العربي نستطيع انتاج كل ما نحتاجه، ويمكننا ان ندفع أي ثمن مقابل ما نحتاج. السودان ومصر والعراق وغيرها من الدول غنية بماء الري وتتوفر فيها الأعلاف الخضراء التي يسهل تجفيفها وتخلط في ما بعد مع المركزات لتكوين علف كامل للمجترات: العلف الوحيد الذي ذات السعر المنخفض. لا نحتاج الى مؤسسات حكومية. ولا الى قرارات من مراكز عالية وملوك. نحن بحاجة الى أي قرار شامل، اتفاق، مؤسسات وما الى هنالك… كل ما نحتاج اليه هو التحرك كأفراد ومربين ومتعاونين أو كشركات خاصة. ان كل ما نحتاج اليه هو بناء مصنع صغير أو متوسط الحجم لتخفيف النبات في الدول العربية الغنية، ونقل العلف الى الخليخ الذي يقدر تحمل كلفته ويريد حليبا” طازج… اني اتحدث عن العروبة وليس عن العولمة: هل هذا بحلم مستحيل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق