الاثنين، 4 مايو 2009

رابعاً : سلبيات العولمة:
يمكن تلخيص سلبيات العولمة وتأثيراتها على الجيل في النقاط التالية :
1- عدم قدرة الشباب الذي تستهدفه العولمة الإعلامية على مواجهة هذا الغزو الإعلامي مما قد يدفع به إلى الاستكانة وربما إلى تغيير أنماط سلوكه بما يتلاءم مع خصائص المضامين الإعلامية الداعية إلى الاستهلاكية والإباحية والتبعية للنموذج الغربي.
2- تنميط الحياة اليومية للشباب بحكم فراغ الشباب وخوائه وظهور نمط واحد يتصف بالتماثل الكوني ولا يظهر فيه أي أثر للثقافة الوطنية أو الهوية الدينية ، وويكتسي هذا النوع درجة من التعقيد والخطورة لأنه يخضع المجتمعات إلى فراغ ذهني وثقافي بحكم ما ينتجه من قوالب جاهزة ومن اهتمامات تافهة ومن إقصاء للتطلعات الأساسية .
3- تنميط المشاعر الإنسانية والتحكم في تشكيلها وفق منطق معين من الأولوية والأهمية تتبع لفكر رواد العولمة وقيمهم ، فيكون موت الأميرة الإنجليزية مثلا الذي أخضع إلى تكثيف إعلامي وتركيز له قدر لا مثيل له من القيمة والأهمية أكبر بكثير من أخبار الحروب الأهلية والفتن العرقية والقبلية أوالمجاعات.
ولأن العولمة وفق التعريف الذي تبنياه هي هيمنة اقتصادية كاسحة وضغط إعلامي خانق فهي قادرة على مزيد تعميق التفككات الكبرى في المجتمع العربي وإيصاله إلى ما يمكن تسميته بنوع من الانفصام الشامل الذي تتولد عنه حاله عميقة من التوترات الثقافية والاجتماعية والحضارية التي لا يقدر المجتمع على مواجهتها وتتأكد خطورة هذه المسائل الحضارية إذا علمنا أن العولمة تستهدف فئة الشباب والأطفال لأنها الأكثر عرضة لدكتاتورية الصور البراقة والأكثر استهلاكا للمضامين الإعلامية ذات الأشكال الزاهية والصيغ الجذابة ولعل المشكلة التي تطرح اليوم هي عدم تحصين هذه الفئة المستهدفة فإذا كان الشباب عماد المستقبل غير محصن ثقافيا وتربويا وأسريا واجتماعيا فإن تعرضه لتيارات العولمة السياسية والثقافية والإعلامية التي تنتجها أنظمة الاتصال الغربية من شأنه أن يؤدي إلى نتائج سلبية على المستويات النفسية والقيمية والحضارية إلا إذا عمل المسلمون بجد من منطلقات أصيلة لمواجهة طوفان العولمة خصوصاً أنها امتطت كافة الوسائل التقنية ووسائل الاتصال حتى ظن بعض الناس أنها من مخرجات العولمة والحقيقة أنها وسائل استفادت منها العولمة وليست من نتاجها أبداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق